تعليم الكبار والتعليم المستمر

تنوعت ميادين تعليم الكبار ومجالاته، وتعددت المؤسسات التي تقدمه، فمنها الربحي ومنها الخيري التطوعي، ومنها الحكومي المجاني، وأيًا كان نوع المؤسسة التي تقدمه فهي في النهاية تساهم في التنمية المجتمعية والرقي بالأفراد فكريًا وعلميًا، وسنعرّج فيما يلي من أسطر على بعض المفاهيم المرتبطة بهذا الصنف من التعليم.

من هو الكبير؟

ذكر الحميدي (1997) أن هناك تعريفات متعددة للكبير على حسب المجال الذي يدرسه، فالتعريف القانوني يختلف عن التعريف الشرعي الذي يختلف عن التعريف السيكولوجي، وهكذا، فالمقصود بالكبار في ظل مفهوم التربية المستمرة مدى الحياة هم جميع الأفراد الذين اجتازوا التعليم الأساسي واندمجوا في الحياة العادية يزاولون فيها مختلف المناشط الاقتصادية والاجتماعية ولهذا فإن تربية الكبير تتصل بالدرجة الأولى بتنمية تفكيره ومهاراته اليدوية والمهنية التي تساعده على تحمل مسؤولياته الفردية والاجتماعية على نحو أفضل.

مفهوم تعليم الكبار والتعليم المستمر.

عرفت الرواف (2002) تعليم الكبار تعريفًا واسعًا بأنه: "كل نشاط تعليمي هادف أو تنمية مهارة أو تعديل سلوك سواءً أكان ذلك نظاميًا أم غير نظامي، يوجه لجميع الفئات ممن هم أكبر من خمسة عشر عامًا". كما رأى الحميدي (1992) أن تعليم الكبار هو التعليم الذي ينشده الانسان بدافع ذاتي بعد أن تحلل من التعليم الالزامي المطبق في مراحل التعليم النظامي كلما تقدم به العمر، وعبر عنه بأنه مجموعة من الخبرات التي يكتسبها الإنسان لبلوغ النضج في جميع مجالات الحياة. بينما أشار ختال (2014) إلى أن تعليم الكبار لا يرتبط بالتعليم الرسمي والحد الأدنى للدراسة فيه 15 عامًا ويتم في عدة ميادين ومن خلال طرق وأساليب متنوعة ويهدف إلى اكساب الدارسين معارف ومهارات جديدة واتجاهات إيجابية وهو وسيلة لتحقيق غايات سامية كالمشاركة الفعالة في برامج التنمية أو اشباع حاجات معينة للفرد.

كما ذكر الحميدي (1997) بأن التعليم المستمر يعني ببساطة إتاحة الفرص التعليمية المستمرة طيلة حياة الأفراد، عن طريق برامج تعليمية مخططة ومنظمة تهدف إلى اكساب الدارسين خبرات جديدة وتنميتها باستمرار في الاتجاهات المرغوبة، وذلك بقصد تنمية جميع أفراد المجتمع وتطويرهم ليتمكنوا من تحقيق التكيف مع المتطلبات الحضارية، وتحمل مسؤولياتهم الفردية والاجتماعية. وأضاف أن فكرة "التعليم المستمر" بالنسبة للعالم الغربي على ما تبدو قد أخذت من "تعليم الكبار" حيث أشارت تقاريرهم إلى ضرورة أن يكون تعليم الكبار عملية شاملة ومستمرة مدى الحياة.

خلاصة القول إن ما يعنينا هنا هو المعنى الكلاسيكي لتعليم الكبار والتعليم المستمر، وهو كونه خارج التعليم الرسمي الالزامي، وأن الدارسين -على اختلاف أعمارهم- ينخرطون فيه برغبة منهم وتحقيقًا لأهدافهم الخاصة، ويكتسبون من خلاله العلوم والمهارات التي يحتاجونها.

خصائص برامج التعليم المستمر.

تتميز برامج التعليم المستمر بخصائص كثيرة عدد بعضًا منها الحميدي (1992)، ونذكر منها:

* تكون انعكاسًا لحاجات ومشكلات اجتماعية يخطط لها بمشاركة الدارسين أنفسهم.

* يختار الدارس ما يناسبه من أساليب التعلم والتوجيه الذاتي، اضافةً إلى مشاركته في رسم برنامجه التعليمي.

* اختيارية في جوهرها، فهي توفر للدارس حرية الاختيار.

* هي حق للجميع بغض النظر عن اختلافهم عرقيًا او اجتماعيًا او اقتصاديًا.

* تهتم بالتعليم الذاتي ومبدأ الاعتماد على النفس.

وأضافت الرواف (2002) إلى مواصفات برامج التعليم المستمر: أن المجتمع يقوم بدور مهم فيه حيث يتولاه بأكمله ويتعهده في مختلف سياقاته وأوقاته، وأنه يتميز بالمرونة وتعدد أساليبه وطرقه التعليمية وقت التعليم.

المراجع:

الحميدي، عبدالرحمن بن سعد. (1992). مدخل إلى تعليم الكبار. الرياض، السعودية: مطابع الفرزدق.

الحميدي، عبدالرحمن بن سعد. (1997). التعليم المستمر بين النظرية والتطبيق. الرياض، السعودية: مطابع الفرزدق.

ختال، عبدالعزيز عبدالحميد عوض. (2014). نظريات التعلم وتعليم الكبار. البيضاء، ليبيا: جامعة عمر المختار.

         الرواف، هيا بنت سعد. (2002). تعليم الكبار والتعليم المستمر المفهوم الخصائص التطبيقات. الرياض، السعودية: مكتب التربية العربي لدول الخليج.