عرض عن كتاب مقدمة في علم نفس الكبار.

معلومات الكتاب:

· اسم الكتاب: مقدمة في علم نفس الكبار.

· لغة الكتاب: العربية.

· اسم المؤلف: د. محمد حسن غانم – أستاذ ورئيس قسم علم النفس – آداب حلوان.

· جهة الإصدار: مكتبة الرشد

· سنة الإصدار: 1438هـ - 2017م.

جولة في محتويات الكتاب:

     عُنيَ الكتاب بدراسة التغيرات التي تصيب المسنين وبالتحديد الأفراد في مرحلة الشيخوخة، وسماتهم، وخصائصهم النفسية والجسدية لأجل أن يستفيد منه من يتعامل معهم سواءً في مؤسسات الرعاية أو المؤسسات التعليمية أو حتى المحيطين بهم من الأهل.

     ابتدأ الكتاب بذكر أهمية دراسة مرحلة الشيخوخة، وقدم خلاله مبررات مقنعة للاهتمام بهذه المرحلة منها زيادة أعداد المسنين، وكونهم جزء من الثروة البشرية يجب الاستفادة منهم، وحاجتنا لدراسة المسن تكمن في ضرورة معرفة خصائصه النفسية والبيولوجية والجسمية والانفعالية، مما يساعدنا على حسن التعامل معه، وخلق أنشطة تجعل المسن يستمتع بحياته بدلًا من العزلة والانكفاء على الذات، والأخذ بالاعتبار أن المسنين هم من يتولون المناصب القيادية سواءً في الأسرة أو في المجتمع.

     وعرج الكاتب على تاريخ دراسة الشيخوخة حيث بدأ الحديث عن الشيخوخة بشكل غير رسمي بالتعريض لها وذكر بعض التغيرات المصاحبة لها في كتب الأدب منذ العهد اليوناني القديم، حتى بدأ الحديث رسميًا عن هذه المرحلة في القرن التاسع عشر بظهور تجارب وبحوث تدور حول هذه المرحلة من حياة الانسان. وعرض في نهاية الفصل الأول من الكتاب البروفايل الديموغرافي لسكان السعودية كنموذج، واستعرض كذلك نِسَب المسنين في عدد من البلدان، وأشار إلى التوقع بأن يصبح عدد المسنين مساويًا لعدد الأطفال بحلول عام 2025.

     تحدث الفصل الثاني عن تعريف علم نفس الكبار ومفهوم الشيخوخة والإعمار والمسن ومفهوم التقاعد، وتحدث عن النمو في مرحلة الشيخوخة من منظور القرآن الكريم، ثم استعرض مراحل التطور النفسي / الاجتماعي التي افترضها إريك أريكسون، ثم عدد الكاتب التغيرات الجسمية الفسيولوجية والعقلية والاجتماعية والنفسية والترفيهية، ومن أهم ما ذكر في هذا الفصل هو ما نوقش عن التقاعد المرتبط بهذه المرحلة.

     اهتم الكاتب بالتأصيل النظري؛ فعرج في الفصل الثالث على النظريات التي حاولت تفسير مرحلة الشيخوخة؛ فشرح نظرية الانسحاب أو فك الارتباط، ونظرية النشاط، ونظرية الأزمة، والنظرية التبادلية، ونظرية الاستمرار أو المتابعة النفسية، وذكر بعد ذلك العوامل الدالة على الشيخوخة الناجحة (الفاعلة).

     في الفصل الرابع تناول الكاتبُ بالشرحِ مناهجَ البحثِ في علم النفس، وهي: المنهج التجريبي والوصفي بأنواعهما، وطرقهما، ومراحلهما، واستعرض مميزاتهما، وعيوبهما، والعوامل التي تحسم اختيار الباحث لاستخدام أحدهما.

     تحدث في الفصول اللاحقة عن معنى العمر وطول العمر ومعنى الشيخوخة البيولوجية، وعن مقومات المحافظة على الشباب وتأخير الشيخوخة، وذكر الفروق بين الجنسين في هذه المرحلة، والأمراض العضوية التي قد تصيب المسنين، وكذلك الأمراض العقلية والمشاكل النفسية والاجتماعية كالوحدة النفسية، والانسحاب الاجتماعي، والانطوائية السلبية وأسبابها، وتحدث عن التقاعد ومراحله ومشاكله وكيف يمكن التكيف معه. وشرح بإسهاب جانب الانتباه والادراك الحسي لدى المسنين وأفرد لذلك فصل كامل تناول فيه الحواس وعملها لدى المسن. وأفرد الكاتب كذلك فصلًا لمناقشة الذكاء والحكمة لدى المسنين شارحًا مقاييس الذكاء والمناهج المتبعة في ذلك واستعرض نُبَذًا عن مقاييس واختبارات لعدد من العلماء. وتطرق الكاتب للوسائل والطرق التي يمكن اتباعها لتعليم كبار السن، وذلك في الفصل الذي ناقش فيه الذاكرة لدى المسنين وأنواعها ومقاييسها.

     خُتِمَ الكتاب بفصلٍ تحدث عن الشخصية والتوافق لدى كبار السن، وأسهب في مناقشة مفهوم الشخصية، وتعريفه في العربية، واللغات الأجنبية، وتعريفه لدى العامة، ولدى العلماء، ووجهات نظر مدارس علم النفس في مفهومها، وتعريفها في معاجم وموسوعات علم النفس. ثم قام المؤلف بوضع تعريفات الشخصية في تصنيف نظرًا لتعددها. وتحدث عن جوانب الشخصية لدى المسن، وناقش التوافق ومعاييره، وختم بالفروق الفردية بين المسنين.

نظرة عامة عن الكتاب:

     وقع الكتاب في 375 صفحة، توزعت على أحد عشر فصلًا، كل فصل ابتدأ بمقدمة وأهداف، وختم بملخص لأهم ماورد فيه ثم أسئلة وتدريبات لتقييم التعلم. وبلغت مراجع الكتاب 97 مرجع منها 54 مرجع عربي. وافتتح الكتاب بآية قرآنية: ﴿وقضى ربك أن لا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما ولا تنهرهما وقل لهما قولًا كريما﴾.

     الكتاب تدرج بشكل جيد؛ حيث بدأ بالمبررات لدراسة هذا العلم وتاريخه، ثم ناقش الجانب النظري المفاهيمي، ثم تطرق بشيء من الشرح للتأصيل النظري بذكر بعض النظريات المفسرة للمرحلة، ثم قبل أن يدخل في عمق المرحلة ناقش طرق البحث في هذا العلم كتوضيح لطرق جمع المعلومات المتعمقة التي ستناقش في صلب الكتاب. ثم ناقش فيما تلا ذلك الجوانب المتنوعة للأفراد في مرحلة الشيخوخة.

     من ملاحظاتي على الكتاب تكرر الاخطاء الاملائية بكثرة، وكذلك الاخطاء النحوية، وقليلًا من الركاكة في صياغة بعض الجمل، وقد يعزى ذلك لكون الطبعة التي درستها هي الطبعة الأولى؛ وهذا لا يعني ضعفًا في الكتاب فهو بالرغم من عنونته بأنه مقدمة في هذا العلم إلا أنه كان متعمقًا في دراسة هذه المرحلة شاملًا كل جوانبها.

     ختامًا؛ أرى أن الكتاب مناسب للباحثين المبتدئين في علم النفس أو ممن يهتمون بالمرحلة في العلوم الأخرى ليساعدهم في اختيار منهجهم البحثي والأسلوب والأدوات. كذلك يعتبر مرجع للعديد من المفاهيم المرتبطة بمرحلة الشيخوخة، ومن المناسب اتخاذه مرجعًا لمقرر يدرس هذه المرحلة.